خطاب جلالته في الإنعقاد السنوي لمجلس عمان


الحمد لله الذي انعم وأعطى ، الحمد لله الذي قدر فهدى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى
أيها المواطنون الأعزاء ..
ونحن نحتفي بمسيرة نهضتنا المباركة بإذن الله، نتذكر ما تحقق على هذه الأرض الطيبة ، من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها الى تحقيق غاية نبيلة واحدة ، هي بناء الإنسان العماني الحديث، المؤمن بربه، المحافظ على أأصالته، المواكب لعصره في تقنياته وعلومه، وآدابه وفنونه، المستفيد من معطيات الحضارة الحديثة في بناء وطنه، وتطوير مجتمعه. وفي ذات الوقت نؤكد عزمنا على مواصلة العمل، من أجل مزيد من التقدم في مضمار التطور والعمران، والرخاء والازدهار، والأمن والاستقرار. بعون الله.
لقد شهدت المرحلة الماضية، من خلال تطبيق خطط وبرامج متنوعة، تحقيق اهداف النهضة المباركة التي وضعناها نصب أعيننا، منذ اليوم الأول لانبثاق فجرها، والتي تدور حول أربعة محاور أساسية هي:
1. تطوير الموارد البشرية 
2. تطوير الموارد الطبيعية 
3. إنشاء البنيــــــــة التحتية 
4. إقامة دولــــة المؤسسات 

وقد تم ، بحمد الله، على امتداد المسيرة التنموية الشاملة ، وبالعزم والاجتهاد ، والصبر والمثابرة، الكثير من المنجزات التي نعتز بها في كل محور من هذه المحاور، خاصة في مجال تطوير الموارد البشرية الذي اعتقدنا منذ البداية، ولانزال نعتقد جازمين أنه حجر الزاوية في تنمية أي مجتمع، ذلك لان الإنسان كما أكدنا دائما وفي شتى المناسبات هو هدف التنمية وغايتها، كما انه هو أداتها وصانعها. وبقدر ما ينجح المجتمع في النهوض بمواردة البشرية وتطويرها، وفي إقامة الدولة االعصرية المتقدمة في مختلف مجالات الحياة.

وإذ نحمد الله العلي القدير على ما وفقنا إلية من نشر التعليم بمستوياته المتنوعة، وفروعه المتعددة، وما صاحب ذلك من برامج تدريبية توفرها الحكومة والمؤسسات التعليمية الخاصة التي تبتعث إليها الحكومة العديد من ابنائنا وبناتنا في مختلف االاختصاصات، مما أتاح لهم فرصا اكبر وأكثر للتحصيل العلمي والتدريب العملي اللذين يؤهلان للانخراط في سوق العمل، والإسهام في بناء المجتمع، فإننا نود ان نشير في هذا المقام إلى انه وإن كانت الحكومة قد بذلت جهدا كبيرا، أثناء المرحلة االماضية، في سبيل توفير فرص التأهيل والتدريب للشباب العماني من بنين وبنات ، إلا اننا لاحظنا، من خلال متابعتنا االمستمرة لمسيرة التنمية الاجتماعية، ومراقبتنا الدائمة لمراحلها المتعاقبة، أن هناك شريحة من المواطنين لا تسعفها إمكاناتها الذاتية، وقدرتها المالية، لتأهيل نفسها، وتطوير مهاراتها، من أجل الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يقتضي مد يد العون لهان ومساعدتها على توفير التأهيل والتدريب اللازمين لها.

لهذا فإننا نواجه حكومتنا لوضع آلية مناسبة تقدم من خلالها المساعدة لهذه الشريحة لتمكنها من اكتساب مهنة مفيدة توفر لها االاستفادة من فرص العمل المتاحة. بمشيئة الله.
وهنا نود ان نؤكد مجددا انه لكي تتحقق آمالنا وطموحاتنا، وتنجح خططنا وبرامجنا، فلا بد من التعاون بين المواطنين كافة، وفي مقدمتهم القطاع الخاص، وبين الحكومة بمختلف أجهزتها وإدارتها، على تنفيذ الخطط والبرامج المستقبلية، بروح من االمسؤولية والإدراك والوعي بأن هذا التعاون ثمرته مزيد من التقدم والرقي، والنمو والازدهار.
ونحن سعداء حقا بما أظهره القطاع الخاص في السنوات الأخيرة من رغبة صادقة في توفير فرص عمل للمواطنين، وندعوه إلى تكثيف مبادراته في هذا الشأن، كما ندعو الشباب العماني، ذكورا وإناثاً، إلى الاستفادة من هذه الفرص، والعمل على الاستقرار والبقاء في الوظيفة أو المهنة التي تتاح له, من أجل اكتساب الخيرة والمهارة, وتحقيق النفع المشترك والمصلحة العامة, وإثبات أن العماني عامل جاد ملتزم منضبط قادر على القيام بمسؤولياته, فذلك وحده الذي سوف يمكن سياسات التعمين وبرامجه من أن تؤتي ثمارها المرجوة بمشيئة الله.
أيها المواطنون الأعزاء..
إن الدرب طويل, والغاية بعيدة, ولكننا واثقون من أن هذا الوطن الغالي يملك من المقومات الحضارية والتاريخية, ومن االآمال والتطلعات المستقبلية, ما يمكنه إن شاء الله, من إنجاز سياساته الداخلية والخارجية التي اتضحت معالمها, وتأكدت ثوابتها والحمد لله.
إننا نؤمن بأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول, ومراعاة المواثيق والمعاهدات, والالتزام بقواعد القانون الدولي من شأنه، ولا شك، أن ينتقل بالعالم إلى حالة أكثر مواءمة بين مصالح الدول.
وهو ما ندعو إليه دائما من خلال نشر ثقافة التسامح والسلام، والتعاون والتفاهم، بين جميع الأمم، كما أننا نأمل أن يؤدي ذلك إإلى اقتلاع كثير من الأسباب لظاهرتي العنف وعدم الاستقرار. 
أيها المواطنون الاعزاء..
في ختام كلمتنا، نود أن نوجه تحية إعزاز وتقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة وكافة أجهزة الأمن الساهرة، على ما يبذلونه من جهد وتفان في أداء الواجبات المنوطة بهم، مؤكدين استمرار رعايتنا لهم وعنايتنا بهم، داعين الله سبحانه وتعالى أن يكتب النجاح والتوفيق لمسيرتنا المظفرة بعونه تعالى.
وفقكم الله .. وكل عام والجميع بخير
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته،،


التقييم: 1 (1 إجمالي التقييم)